ينتمي النخيل المثمر ( Phoenix dactylifera ) للعائلة النخيلية، و موطنه الاصلي غير معروف على وجه التحديد لكن يعتقد انه الخليج العربي او بلاد ما بين النهرين (العراق). و بشكل عام تنشأ أكثر أنواع النخيل المثمر في المناطق الشبه قاحلة وعادة تكون بالقرب من مستويات المياه الجوفية العالية، أو الأنهار و الينابيع.
تنتشر زراعة النخيل المثمر في دول عديدة، من أهمها الاردن و العراق و دول الخليج العربي.
وصف الشجرة
النخيل من النباتات أحادية الفلقة، تعتبر أشجار النخيل رمزاً للبيئة الصحراوية حيث أنها من أكثر النباتات تكيفاً مع البيئة الصحراوية.
يتراوح ارتفاع النخلة المثمرة بين 15-25 متر حسب اصنف، ولها اوراق ريشية مركبة كبيرة تسمى بالسعف، و ازهارها عنقودية.
تبدأ النخلة بالإثمار بعمر أربع سنوات تقريباً في الأشجار الناتجة عن فسيلة، وبعد 7-10 سنوات في الأشجار البذرية، و قد يستمر الانتاج لمائة سنة.
جذور النخيل عميقة ونموها متوسط، تستطيع تحمل الجفاف و الغمر بالمياه مما يعطي النخيل القدرة على النمو في الظروف البيئية الصعبة. حيث انه لا يلزمه الا القليل من العناية، فيمكنه النمو في اغلب انواع التربة، كما انه متحمل للجفاف و للرياح القوية و لارتفاع الحرارة، و بعض اصنافه متحملة لانخفاض الحرارة ايضا. و على الرغم من ان النخيل قادر على النمو تحت أسوأ الظروف لكن نموه سيستجيب بشكل ممتاز عند الاهتمام بتسميده و ريه و خدمته بشكل جيد.
النخيل ثنائي المسكن، فالشجرة تكون اما انثى او ذكر، لذا يجب زراعة اشجار ذكرية بين الاشجار الانثوية لتقوم بتلقيحها، او القيام بعملية التلقيح اليدوي، و تكون بجمع حبوب اللقاح و تغبيرها على العناقيد الزهرية الانثوية لتتم عملية التلقيح، تتم عملية التلقيح اليدوي في الاردن من 15/2 الى 15/3.
الأزهار المؤنثة
ليس لها لون أو رائحة تجذب إليها الحشرات ، وتتكون الزهرة من ثلاث كرابل منفصلة، إذا لُقحت نمت كربلة واحدة وإلا فتنمو كربلة واحدة أو ثلاث كربلات وتكون ثماراً عديمة البذور لا تنضج طبيعياً، وتظل الأزهار صالحة للتلقيح مدة (3–7) أيام.
الأزهار المذكرة
فيها ستة أسدية، عندما تنضج المتوك تخرج حبوب لقاح دقيقة ، ولها رائحة جميلة وجذابة جداً للنحل. يبدأ الأزهار عادة من شهر 2 او 3 وحتى شهر 5 حسب الصنف والعمر والأحوال الجوية.
يوجد العديد من اصناف النخيل المثمر، تصلح العديد منها للزراعة في الاردن بشكل ممتاز. و تؤكل ثمار النخيل كتمر في بعض الاصناف او كرطب في اصناف اخرى و بشكل عام تبدأ الثمار بالنضج في بداية شهر8.
القيمة الغذائية
يحتوي التمر على قيمة غذائية عالية ويعتبر قوتا أساسيا للإنسان منذ القدم، فقد اعتمد العرب قديما في حياتهم اليومية عليه بشكل رئيسي. وتعتبر ثمار التمور أعلى الفواكه احتواء على السكريات، وتختلف هذه المكونات حسب طبيعة الثمرة سواء كانت جافة أو نصف جافة أو رطبة، وكذلك حسب الظروف البيئية المحيطة بالأشجار، كما تختلف مكونات الثمار باختلاف الأصناف. وتزيد نسبة السكريات بالتمرة عن 70 ـ 78% من مكوناتها، وتتميز هذه السكريات بسرعة امتصاصها وانتقالها للدم مباشرة وهضمها وحرقها.
التمر غني ايضا بالمعادن، فعشر حبات تمر (حوالي 100غرام) يوميا، تعطي الإنسان كامل احتياجاته اليومية من المغنيسيوم و المنجنيز والنحاس والكبريت، و نصف حاجته من الكالسيوم والبوتاسيوم.
كما انه سهل الهضم و سريع التأثير في تنشيط الجسم، ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم، وأليافه تكافح الإمساك، وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم. وإضافة الجوز واللوز عليه أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله خاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً. ولا يمنع التمر إلا عن المصابين بالسمنة او بداء السكري.
الظروف المناسبة
الحرارة
يحتاج النخيل إلى فصل نمو طويل وحار ومشمس و جاف نسبيا، و الى شتاء معتدل الحرارة، فاغلب اصناف النخيل لا تتحمل البرد الشديد او الصقيع القوي، حيث تصاب الاوراق بالضرر على درجة حرارة -6°. فتعتبر درجة الحرارة من أهم العوامل التي تؤثر في انتشار زراعة النخيل بجميع أصنافه، وقد وجد أن انخفاض درجة الحرارة في مركز النمو (الجمارة) إلى 9 ° أو اقل، يؤدي إلى وقف النمو. ولكن انخفاض الحرارة لفترات قصيرة في الجو الخارجي، ليس له اثر كبير على القمة النامية لان انخفاض الحرارة داخل القمة النامية يحتاج إلى وقت اكبر بكثير من الفترة التي تكون فيها درجة الهواء بهذا الانخفاض وبذا فان النمو لن يتوقف.
ارتفاع الحرارة مهم جدا لنضج الثمار، حيث يحتاج النخيل الى وحدات حرارية (مجموع درجات الحرارة التي يتلقاها النخيل من وقت الإزهار إلى وقت نضج الثمار اللازمة للحصول على محصول جيد)، و تختلف هذه الحاجة من صنف لآخر، حيث يقسم نخيل التمر حسب الاحتياجات الحرارية إلى ثلاث أقسام رئيسية:
الرطوبة الجوية
يعتبر النخيل المثمر من افضل الاشجار التي تزرع في المناطق الجافة والحارة. حيث انه متحمل للأجواء الجافة، و للرطوبة الجوية العالية جدا اثر سلبي عليه، اذ تؤدي الى انتشار مرض التفحم الكاذب، وارتفاع الرطوبة وقت الإزهار يسبب انتشار مرض عفن الطلع في الاغاريض الذكرية والأنثوية. و ارتفاعها عند النضج يؤدي لتكون تمور لينة ولزجة وصعبة التداول و سريعة التلف.
اما انخفاض الرطوبة الجوية الشديد جدا، فيؤدي الى لإصابة بالحلم مما يشوه الثمار ويتلفها بدرجة كبيرة، وعند ارتفاع الحرارة مع الانخفاض الحاد بالرطوبة الجوية، يؤدي ذلك إلى انكماش الثمار وجفافها وتصبح صلبة القوام وهذه غير مناسبة للتسويق.
وعموما تعتبر المناطق ذات الرطوبة المعتدلة و الحرارة المرتفعة من انسب المناطق لزراعة نخيل التمر.
الامطار
للمطر دور ايجابي حيث انه يغسل الأملاح في التربة، وهي المشكلة الرئيسية في معظم مناطق زراعة النخيل. ولكن سقوط المطر في فترة التلقيح أو بعد عملية التلقيح بعدة ساعات فذلك يسبب فشل عملية التلقيح ويقلل نسبة العقد مالم تعاد العملية مرة اخرى بعدما يجف الجو. وإذا سقط المطر قبل تفتح الاغاريض فذلك يسبب كثرة الإصابة بعفن الطلع، وإذا سقط المطر خلال النضج فان ذلك يسبب تعفن الثمار وتساقطها، أما إذا سقط المطر في مرحلة اللماعة أو مرحلة الخضراء فليس له أي ضرر. لذلك يفضل زراعة نخيل التمر في المناطق ذات الصيف الجاف.
الرياح
تتحمل اشجر النخيل الرياح بشكل عام، الا الرياح شديدة القوة خصوصا في حالة الأشجار الكبيرة بالعمر إذا كانت مرتفعة ولها تاج كبير، أو إذا تم فصل عدد كبير من الفسائل من حول جذع النخلة في وقت واحد مما يجردها من المساند، أو عند قيام فأر المزرعة بقرض الجذور من جانب واحد، أو عند الإصابة الشديدة بحفار الساق أو سوسة النخيل الحمراء فعندها تؤدي الرياح الشديدة الى تكسر أشجار النخيل أو سقوطها.
التربة
يمكن لأشجار النخيل المثمر النمو في معظم أنواع التربة، كما انها متحملة لملوحة التربة. و تعتبر التربة الرملية هي أفضل أنواع الترب لزراعة النخيل. يفضل تجنب الترب القلوية في زراعة النخيل، و هي الترب التي تحتوي على كميات ضارة من القلويات الحاوية على مجموعة الهيدروكسيل وخاصة الصودا الكاوية، التي تؤثر سلبا على نمو و انتاج النخيل.
و بشكل عام يحتاج النخيل لتربة توفر العمق الكافي لتثبيت الجذور و منع النخلة من السقوط. و توفر القوام الملائم لتمكين الجذور من أن تمتد بسهولة داخل التربة، حيث وجد ان النخيل المزروع بالأراضي الخفيفة يثمر قبل المزروع بالأراضي الثقيلة. كما يحتاج لتربة توفر العناصر المغذية الضرورية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والنحاس والحديد، و على أن لا تحتوي على كميات كبيرة من الكربونات والكلوريدات وكبريتات الكالسيوم والصوديوم. و تحتاج ايضا لوجود رطوبة كافية لتمكين الجذور من امتصاص المغذيات.
الري
تحتاج اشجار النخيل إلى ري كاف تتوقف كميته على حالة الجو و عمر النخلة و صنفها، و بشكل عام تروى على فترات قصيرة في الترب الرملية و على فترات اطول في الترب الثقيلة. و يجب عدم الإفراط في عملية الري حتى لا تسوء صفات النخيل وتتعرض الجذور للتعفن. و بشكل عام فأشجار النخيل تتحمل الجفاف بشكل جيد، لكن انتظام الري يؤدي الى زيادة كمية و جودة الانتاج.
توجد بعض الفترات التي يجب الاهتمام فيها بعملية الري للنخيل وإعطائها رعاية خاصة وهي:
كما توجد بعض الأوقات التي تقلل فيها كميات مياه الري وهي كما يلي:
التسميد
النخيل من أقل النباتات حاجة إلى العناصر الكيميائية الذائبة لأن معظم ما يطلبه من العناصر موجود في التربة ومياه الري. وبذلك فإن أكثر النخيل حاجة للعناصر الكيميائية هو النخيل المزروع في ترب فقيرة، ففي حالة نقص أحد العناصر تظهر على النبات أعراض نقص التغذية وبالتالي يمكن تعويض النقص عن طريق التسميد (العضوي او الكيماوي).
الامور الواجب إتباعها عند إجراء التسميد:
تقليم وتشذيب النخيل
تجرى عملية تقليم وتشذيب النخيل مرة واحد في السنة أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك لإزالة العسيب (السعف) الجاف فقط وتشذيب أو تهذيب قواعد العسيب.
مواعيد إجراء عملية التقليم والتشذيب:
شروط إجراء عملية التقليم والتشذيب:
التلقيح
يتم العمل على تلقيح النخيل المثمر بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حيث تتم علمية الإخصاب وتكوين الثمار.
و من عوامل نجاح التلقيح:
طريقة التلقيح:
تتم هذه العملية في الربيع عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين أو ثلاثة أيام إلى خمسة أو ستة أيام بالنسبة لبعض النخيل، يصعد الملقح إلى النخلة لإجراء عملية التلقيح بوضع كمية كافية من شماريخ اللقاح تقدر بحوالي 5 – 10 شماريخ في كل قنو أنثوي بحيث توضع مقلوبة حتى تتساقط حبوب اللقاح منها على الأزهار المؤنثة ويربط حول القنو ربطة خفيفة لعدة أيام.
يجب أن تتم عملية التلقيح بمجرد انشقاق القنو الأنثوي لأنه كلما تأخر التلقيح كلما قلت فرصة الإخصاب وبالتالي تقل نسبته، لذلك يتابع النخيل ويتم التلقيح له أولاً بأول.
الاكثار
يتم اكثار النخيل عن طريق الفسائل او البذور (النوى) او زراعة الانسجة:
الآفات و الامراض
تصيب اشجار النخيل بعض الآفات و الامراض، و من اهمها:
1. مرض تفحم أوراق النخيل (التفحم الكاذب)
يصيب هذا المرض وريقات (سعف) النخيل، ويلائمه الجو العالي الرطوبة ولهذا يكثر وجودة في المناطق ذات الرطوبة العالية. تظهر الإصابة بهذا المرض على شكل بقع صغيرة (بثرات) صلبة سوداء مرتفعة عن سطح الوريقة، ويكون لونها بني في البداية ثم يتحول فيما بعد إلى اللون الأسود، ويتسبب كثرة وجود هذا المرض الى اصفرار الأوراق وقد يموت بعض أجزائها.
المكافحة:
2. مرض تعفن الطلع:
يعتبر هذا المرض من أهم أمراض النخيل الاقتصادية، ويتسبب به الفطر Mauginiella scaettae
وتكون الأعراض على شكل بقع صغيرة سمراء تظهر عادة على الجزء العلوي لغلاف الطلع الخارجي ثم تنتقل الإصابة من هذا الغلاف إلى الشماريخ والأزهار وقد تمتد إلى العرجون نفسه.
المكافحة:
اما الآفات الحشرية، فأهمها:
1.سوسة النخيل الحمراء :
تهاجم هذه الآفة الحشرية الخطيرة أشجار وفسائل النخيل وخطورتها شديدة لدرجة أن الإصابة بها تكون مميتة وهي تعتبر أخطر آفات النخيل الحشرية على الإطلاق.
انتشرت هذه الحشرة خلال السنوات الأخيرة من الدول المجاورة. يبلغ طول هذه الحشرة 4سم عند اكتمال نموها، لها خرطوم طويل وقرني استشعار وتمثل اليرقة الطور الضار بأشجار النخيل. وتكمن خطورة هذه الحشرة في خصوبتها البالغة وصعوبة اكتشاف الإصابة مبكراً وقدرتها على الطيران إلى مسافات بعيدة خلال ساعات الليل كما تنجذب للضوء بشدة.
تعتبر أشجار النخيل التي تتراوح أعمارها بين 5-20 سنة أكثر الأشجار عرضة للإصابة، وتظهر الإصابة على عدة أشكال أهمها:
اما المكافحة فتكون كما يأتي:
2. البق الدقيقي:
كثيراً ما يهاجم البق الدقيقي العراجين وقواعد الثمار. وهو عبارة عن تجمعات قطنية من حشرات بطيئة الحركة يميل لونها نحو البرتقالي .
لمكافحة هذه الحشرة ننصح باستخدام الزيوت الصيفية مع بعض المركبات الفوسفورية الحديثة على أن ترش الأشجار أثناء الإزهار أو عند ارتفاع درجات الحرارة. ومن أفضل المبيدات المستخدمة الجوثيون وغيره من المبيدات.
الاصناف
من اهم اصناف النخيل المثمر المزروعة في الاردن:
2. المجهول
3. السكري
و من الاصناف الاخرى المهمة في الوطن العربي: